Skip to main content

كن أفضل صديق لنفسك بدلاً من أن تكون ألد عدو لها

"انشغل بالحياة، أو انشغل بالموت
هذي العبارة مقتبسة من الممثل مورجان فريمان ،في دور "ريد" في فيلم 
Shawshank Redemption .

نحن نواجه بعض الظروف الصعبة، و الناس يبحثون عن إيجابات شافية و إيجابية. كل عصر له نصيبه من المعاناة، و لكن عندما تحل الأوقات الصعبة، فإن لها طريقتها المميزة في لفت انتباه الجميع. 

فمن الطبيعي عندما تواجه مواقف صعبة، سترغب في الحصول على إيجابات. و عندما تصيبك الحياة بالصداع، تريد شيئاً يخلصك من الألم، و تريد أن تتجنب الإصابة به مرة أخرى! 
ستجد الكثير من الإجابات و النصائح العلمية، فإن مجرد الحصول على النصيحة ليس مشكلتك الأساسية،إنما التحدي وهو أن تطبق هذه النصائح الجيدة و تجعلها تعمل لما فيه صالح حياتك الشخصية و مستقبلك المهني.

لهذا، فإن هذه الحياة لن تدللك؛ بل ستتحداك ببعض الحقائق المقلقة التي صممتها لكي تساعدك على تحويل توجهاتك و علاقاتك و عاداتك و اختياراتك. هذه التغييرات ستساعدك على تجربة ميزة التفاؤل. ولكن لكي ينجح التفاؤل معك، يجب أن تقوم بواجبك و تفكر و تتصرف بشكل مختلف !


الحقيقة رقم ١ : الحياة صعبة 
الحقيقة الأولى في لعبة الحياة تستحق أن تتذكرها: الحياة شاقة وصعبة! لذا ، تقبل هذه الحقيقة و تجوزها. فلن يأتي زعيم سياسي معسول الكلام ليخفف عنك معاناتك ، ولن يظهر لك جني ليمنحك ثلاث أمنيات 
قد يكون هذا الكلام مفجعاً للبعض و لكن ما يجب قوله مرحباً بالواقية. 

إن تقبل التفاؤل يعني تقبل الاعتماد على نفسك ، و تولي مسئوليتك الشخصية، و العمل على تغييرأنماط تفكيرك و أفعالك . التفاؤل لا يعني إنكار الواقع أو تجاهله؛ بل يعني ببساطة التكيف مع الواقع من أجل النجاح في مواجهة تحديات الحياة
إذا كنت تعتقد أن التفاؤل يعني أن تتبنى عقلية تجعلك تظن أن الأمور كلها ستؤول إلى خير، إذاً فأنت مخطئ في فكرتك عن التفاؤل. هذه من الدعايات المبالغ فيها التي تروج لها كتب مساعدة الذات .  
أما المتفائل الحقيقي فهو الشخص الذي يكسب توجهه الإيجابي عن جدارة نتيجة لسجل ثابت من الإنجازات و التغلب على العقبات الحقيقية.


هناك مقولة رائعة ل أوليفر ويندل هولمز يقول : 
(إن ما يوجد وراءنا ، و ما يوجد قبلنا ، هي أمور تافهة بالمقارنة مع ما يوجد بداخلنا) .

إذا أردت أن تصبح متفائلاً حقيقياً ، فعليك أن تصبح شخصاً واقعياً. تقبل حقيقة أن الحياة صعبة، ثم كرس الوقت لكي تتعرف بقدر ما يمكنك على العقبات و التحديات التي تواجهها . لماذا؟! لأنك تغلبت على المشاكل في الماضي ، فلديك كل الأسباب التي تجعلك تؤمن بأنك قادر على التغلب على أي مشكلات تضعها الحياة في طريقك .


  
  





Comments

Popular posts from this blog

لماذا تحدث أمور سيـئة لأشخاص طيبين؟

كنت في احد المجالس و كان الحديث يدور حول  شيء سيء اصيب أحد الأصدقاء، و الكل بداء يشق طريقة في التفكير، إختلفت وجهات النظر. حينها، طرح أحد الحضور سؤال قد يتردد في عقول الكثير من الناس " و مشكلة محيرة اذا اعتقد البعض انها حقيقة" . لكن دون أن يتوقف أحد  في التمعن للاجابة على هذا السؤال   لماذا تحدث أمور سيـئة لأشخاص طيبين؟ لقرون طويلة، ظل الناس يكافحون ليحصلوا على إجابة هذا السؤال العسير… لقد تم تأليف الكتب من أجل استكشاف هذا السؤال الصعب. بعض الناس ابتعدوا عن الدين لأنهم لم يجدوا إجابة شافية له.البعض الآخر اختار أن يضع ثقته في الله وفي أنه سبحانه لديه تدبير لكل شيء و في أنهم قد يفهمون حكمة الله من مجريات الأمور في يوم ما. و اختار البعض الآخر أن يبحثوا عن الجانب الجيد من كل معاناة و أن يتحلوا بالتفاؤل و الشجاعة و الإيمان. و لكن خلال كل المصارعة الذهنية و العاطفية التي يجب أن يمر بها الإنسان عند مواجهة الواقع، تظل الحقيقة هي أن الأشياء السيئة تحدث للأشخاص الطيبين! قال رابي هارولد إس.كوشنر  « الإله الذي أؤمن به لا يرسل إلينا المشكلة؛ و إنما يمنحن...

لماذا يستصغر المرء من شأن نفسه و يستهين بها ؟!

  لماذا لا نضع لأنفسنا أهدافاً في الحياة ، ثم نعلن لذواتنا وللعالم أننا قادمون لنحقق أهدافنا ، ونغير وجه هذه الأرض ـ أو حتى شبر منها ـ للأفضل ؟ شعور رائع ، ونشوة لا توصف تلك التي تتملك المرء الذي يؤمن بدوره في خدمة البشرية ، والتأثير الإيجابي في المجتمع .  ولكن أي أهداف عظيمة تلك التي تنتظرنا ؟  سؤال قد يتردد في ذهنك ، وأجيبك ـ وكلي يقين ـ ، بأن كل امرئ منا يستطيع أن يجد ذلك العمل العظيم الرائع ، الذي يؤديه للبشرية.  إن مجرد تعهدك لنفسك بأن تكون  إنسان صالحاً ، هو في حد ذاته عمل عظيم ، تنتظره البشرية في شوق ولهفة.  أدائك لمهامك الوظيفية ، والاجتماعية ، والروحانية ، عمل عظيم ، قل من يؤديه على أكمل وجه.  العالم لا ينتظر منك أن تكون آينشتين آخر ، ولا أديسون جديد ، ولا ابن حنبل معاصر ، فلعل جملة مهاراتك ومواهبك لا تسير في مواكب المخترعين وعباقرة العلم ، لكنك أبدا لن تُعدم موهبة أو ميزة تقدم من خلالها للبشرية خدمات جليلة.  يلزمك أن تُقدر قيمة حياتك ، وتستشعر هدف وجودك على سطح هذه الحياة ، كي تكون رقما صعبا فيها.  وإحدى معادلات الحياة أنها تعاملك ع...

خرافة ام حقيقة؟

تعتبر الخرافة معتقداً وممارسة لا عقلانية، لأنها عبارة عن أوهام قائمة على مجرد تخيلات دون سبب علمي أو منطقي مبني على العلم و المعرفة و الواقع، لذا فهي أشبه بفلكلور تتوارثة الشعوب و المجتمعات و الأمم، فيصبح إرثاً - بل عبئاً - تاريخياً تتناقله الأجيال . و توجد الخرافة في كل المجتمعات البشرية بلا استثناء، ولكن مع تفاوت في حجم الاستلاب و نسبة التأثير. نعم، قد تنتشر و تمدد الخرافة بغزارة في البيئات المنغلقة و المناخات المضطربة و التي لا تؤمن بالحقائق و الخبرات و التجارب، لكنها ايضاً “الخرافة “ قد تجذب لها الكثير من المؤيدين و المنتفعين من رموز الثقافة و العلم و الفكر. قرأت في احدى المقالات التي كانت تحمل عنوان “من المسؤول عن كل هذه الخرافات؟” حيث رصدت عشرة خرافات طبية تلقى قناعة و رواجاً بين مختلف الأوساط و الطبقات المجتمعية و العلمية، وقد اثار المقال حفيظة الكثير من القراء فضلاً عن  المتخصصين الذين كانت لهم بعض الآراء المختلفة و الانتقادات البناءة، و هذا امر رائع للغاية لأنه يشجع على ثقافة النقاش الهادف و الجدل الإيجابي و يغرس بذور التحرر من الفكر الواحد...