Skip to main content

تعامل مع ما تقدمه لك الحياة

“إذا انشغلت أكثر من اللازم بالباب الذي أغلقته الحياة، فلن تصل أبداً إلى الباب المفتوح”. - تومي لازوردا

إن من يستطيعون التكيف بنجاح هم من يظلون في المنافسة، و لا يتساقطون على جانبي الطريق. نحن نريد تقدماً بلا ألم، ولكن الألم و التغيير في الغالب يجعل الشخص أقوى. هناك دائماً شخص ما يستطيع أن يشق طريقه في الظروف الصعبة ، لماذا لا يكون هذا الشخص هو انت !

نحن نحب أن نعتقد أن عصرنا هو العصر الوحيد الذي يتعين عليه أن يواجه التغيير المستمر. ولكن الحقيقة خلاف ذلك. إن موجات النجاح و الازدهار الكبيرة تصحبها دوماً منافسة شرسة، ثم يتبعها انخفاض حاد عندما يظهر شيء جديد تماماً في الصورة. بدءاً من حمى إنشاء القنوات المائية في القرن التاسع عشر و حتى جنون الدوت كوم في نهايات القرن العشرين، و لكن عندما ينكشف الدخان، تظهر ابتكارات جديدة تمهد الأرض لموجات ارتفاع جديدة من النجاح والازدهار! 

إن الصراع من أجل البقاء يولد الضغوط، ولكن الضغوط هي توابل الحياة. إن التغلب على تلك العواصف و الضغوط التي تنتج عنها هو ما يجعل الرحلة تستحق المجهود. فرغم كل شيء، الضغوط تنشأ نتيجة للمتطلبات الملقاه على عاتقنا، و التحديات التي تدفعنا لإحداث فارق بوقتنا و مهارتنا. و غياب الضغوط يعني الموت !

ألا تفضل أن يكون لديك الكثير من المتطلبات في اليوم؟ القادة و العاملون الجيدون يحبون اليوم الذي به الكثير من الأشياء الواجب تحقيقها. فعندما تنشغل بإنجاز أشياء لها معنى، سيمر الوقت سريعاً.


Comments

Popular posts from this blog

لماذا تحدث أمور سيـئة لأشخاص طيبين؟

كنت في احد المجالس و كان الحديث يدور حول  شيء سيء اصيب أحد الأصدقاء، و الكل بداء يشق طريقة في التفكير، إختلفت وجهات النظر. حينها، طرح أحد الحضور سؤال قد يتردد في عقول الكثير من الناس " و مشكلة محيرة اذا اعتقد البعض انها حقيقة" . لكن دون أن يتوقف أحد  في التمعن للاجابة على هذا السؤال   لماذا تحدث أمور سيـئة لأشخاص طيبين؟ لقرون طويلة، ظل الناس يكافحون ليحصلوا على إجابة هذا السؤال العسير… لقد تم تأليف الكتب من أجل استكشاف هذا السؤال الصعب. بعض الناس ابتعدوا عن الدين لأنهم لم يجدوا إجابة شافية له.البعض الآخر اختار أن يضع ثقته في الله وفي أنه سبحانه لديه تدبير لكل شيء و في أنهم قد يفهمون حكمة الله من مجريات الأمور في يوم ما. و اختار البعض الآخر أن يبحثوا عن الجانب الجيد من كل معاناة و أن يتحلوا بالتفاؤل و الشجاعة و الإيمان. و لكن خلال كل المصارعة الذهنية و العاطفية التي يجب أن يمر بها الإنسان عند مواجهة الواقع، تظل الحقيقة هي أن الأشياء السيئة تحدث للأشخاص الطيبين! قال رابي هارولد إس.كوشنر  « الإله الذي أؤمن به لا يرسل إلينا المشكلة؛ و إنما يمنحن...

لماذا يستصغر المرء من شأن نفسه و يستهين بها ؟!

  لماذا لا نضع لأنفسنا أهدافاً في الحياة ، ثم نعلن لذواتنا وللعالم أننا قادمون لنحقق أهدافنا ، ونغير وجه هذه الأرض ـ أو حتى شبر منها ـ للأفضل ؟ شعور رائع ، ونشوة لا توصف تلك التي تتملك المرء الذي يؤمن بدوره في خدمة البشرية ، والتأثير الإيجابي في المجتمع .  ولكن أي أهداف عظيمة تلك التي تنتظرنا ؟  سؤال قد يتردد في ذهنك ، وأجيبك ـ وكلي يقين ـ ، بأن كل امرئ منا يستطيع أن يجد ذلك العمل العظيم الرائع ، الذي يؤديه للبشرية.  إن مجرد تعهدك لنفسك بأن تكون  إنسان صالحاً ، هو في حد ذاته عمل عظيم ، تنتظره البشرية في شوق ولهفة.  أدائك لمهامك الوظيفية ، والاجتماعية ، والروحانية ، عمل عظيم ، قل من يؤديه على أكمل وجه.  العالم لا ينتظر منك أن تكون آينشتين آخر ، ولا أديسون جديد ، ولا ابن حنبل معاصر ، فلعل جملة مهاراتك ومواهبك لا تسير في مواكب المخترعين وعباقرة العلم ، لكنك أبدا لن تُعدم موهبة أو ميزة تقدم من خلالها للبشرية خدمات جليلة.  يلزمك أن تُقدر قيمة حياتك ، وتستشعر هدف وجودك على سطح هذه الحياة ، كي تكون رقما صعبا فيها.  وإحدى معادلات الحياة أنها تعاملك ع...

خرافة ام حقيقة؟

تعتبر الخرافة معتقداً وممارسة لا عقلانية، لأنها عبارة عن أوهام قائمة على مجرد تخيلات دون سبب علمي أو منطقي مبني على العلم و المعرفة و الواقع، لذا فهي أشبه بفلكلور تتوارثة الشعوب و المجتمعات و الأمم، فيصبح إرثاً - بل عبئاً - تاريخياً تتناقله الأجيال . و توجد الخرافة في كل المجتمعات البشرية بلا استثناء، ولكن مع تفاوت في حجم الاستلاب و نسبة التأثير. نعم، قد تنتشر و تمدد الخرافة بغزارة في البيئات المنغلقة و المناخات المضطربة و التي لا تؤمن بالحقائق و الخبرات و التجارب، لكنها ايضاً “الخرافة “ قد تجذب لها الكثير من المؤيدين و المنتفعين من رموز الثقافة و العلم و الفكر. قرأت في احدى المقالات التي كانت تحمل عنوان “من المسؤول عن كل هذه الخرافات؟” حيث رصدت عشرة خرافات طبية تلقى قناعة و رواجاً بين مختلف الأوساط و الطبقات المجتمعية و العلمية، وقد اثار المقال حفيظة الكثير من القراء فضلاً عن  المتخصصين الذين كانت لهم بعض الآراء المختلفة و الانتقادات البناءة، و هذا امر رائع للغاية لأنه يشجع على ثقافة النقاش الهادف و الجدل الإيجابي و يغرس بذور التحرر من الفكر الواحد...