دعني أسألك: “لماذا تريد تغيير عالمك؟”
في كل مرة نحاول فيها أن نغير ما يجري حولنا، سواء كان ذلك يتعلق بالعمل، أو الحكومة، أو أفراد أسرتنا، أو زملائنا، أو أي شيء آخر، فإننا نقع تحت وهم نظن فيه أن هؤلاء الناس وتلك الأحداث تحاول أن تلحق بنا الضرر. ما نحتاج بالفعل إلى القيام به هو أن نغير طبيعة علاقتنا بهم.
قال الأديب الرائع وليام شكسبير.( هناك ثمة أوقات هامة في حياة سائر الرجال حيث يقرر أولئك مستقبلهم أما بالنجاح أو بالفشل.. وليس من حقنا أن نلوم نجومنا أو مقامنا الحقير، بل يجب أن نلوم أنفسنا بالذات )..
فالناس والأحداث لا يمكن أن تفعل بنا أي شيء أبداً. كل ما هنالك أنها تطلق مشاعر موجودة داخلنا بالفعل. إذا عدنا للمبدأ الأساسي للحياة، فسنفهم أنه ليس هناك شيء يحدث في هذا العالم لا نسمح بحدوثه في أعماق وعينا. إن ما يحدث لنا يعد انعكاساً لما نعتقدة، وأحياناً تكون تلك الأفكار والمعتقدات عميقة للغاية. فأياً كان ما يجري في أعماقنا يكون له انعكاساته على تجاربنا الخارجية وواقعنا، حتى بالرغم من أننا قد لا نكون واعين بذلك. أعرف أن هذا المبدأ يصعب قبوله لأنه لا شك في أن هناك أشياء في حياتك لا تريدها على مستوى الوعي أو الشعور. لكن الحقيقة هي أن هناك رغبة داخلية ما تقوم بإشباعها.
تخيل الان شخصاً حزيناً يجلس في البيت و هو يقول في نفسه:
” أريد أن أغير حياتي”. ويقوم هذا الشخص بإعادة تزيين منزله. ثم يشعر بأنه لازال على نفس حاله من الحزن. لذلك يقوم بإعادة تزيين منزله مرات عديدة، ويظل لا يشعر بأي تغيير في نفسه.
هل تعرف أشخاصاً يعتقدون أنه بإمكانهم تغيير درجة سعادتهم عن طريق تغيير البيئة الخارجية المحيط بهم؟ أين أخطئوا؟ وأين يمكن أن يصلحوا أنفسهم؟
إذا كنت أميناً مع ذاتك بشكل تام وألقيت نظرة على ما يجري في حياتك، فسوف تكتشف ما يحدث بالفعل. لذلك من المنطقي أن نقول إنه إذا حاولنا أن نغير الآثار الخارجية ونجحنا في ذلك لكن لم نقم بتغيير الأسباب الداخلية، فسوف نظل على نفس الحال.
إذا لم تعد تعرف ما يتعيين عليك أن تفعله، فإن عملية تقييم الذات هذه بمثابة وسيلة جيدة تجد من خلالها ذاتك. إنها سوف تساعدك على فهم حقيقة أن عملية التفكير الآلي لا يمكن أن ترتفع فوق مستواها المحدود. إذا لم تكن متأكداً مما ينبغي عليك فعله أو إذا كان لديك أي نوع من القلق، فلا تحاول أن تسعى لتحرر من هذا القلق. فقط ابقَ حيثما كنت، ودعه يخبرك بشيء غير عادي، وسوف يخبرك بالفعل.
إذن الحقيقة المتعلقة بذاتك مفادها أن ذاتك الحقيقية مفصولة عما تحصل عليه أو تفعله. فأنت مثالي وكامل من الناحية الروحية، و نجاحك وسعادتك في الحياة سوف تتناسب بشكل مباشر مع قدرتك على قبول هذه الحقيقة عن ذاتك.
اشكرك على نشر مدونتك لانها بالطبع اثرت بي و ستاثر باشخاص اخرين ،، تابعي العمل الجيد.،، تفقدي مدونتي http://lostbutstillliving.blogspot.com/
ReplyDeleteشكرا لك على كلماتك الرائعة.
Delete